هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الماء النعمة المهدرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
@amal@
مشرفة
مشرفة
@amal@


انثى عدد الرسائل : 1600
العمر : 43
الدولة : maroc
تاريخ التسجيل : 03/03/2007

الورقة الشخصية
نقاط التميز: 1610
عمله: مشرفة:منتدى الاثاث والديكور

الماء النعمة المهدرة Empty
مُساهمةموضوع: الماء النعمة المهدرة   الماء النعمة المهدرة Icon_minitimeالإثنين 27 أغسطس - 3:40



إذا كانت الدراسات العلمية تؤكد أن البلدان العربية والإسلامية مقبلة على موجة من الفقر المائي الذي يهدد مظاهر الحياة وخطوات التنمية،
وأن أكثر من بليون من سكان العالم لا يعرفون الماء النقى، ومليار شخص في الدول النامية يعانون من نقص مياه الشرب، وأن أحدث تقارير للبنك الدولي تؤكد أن 80% من أمراض مواطني العالم الثالث منشؤها المياه الملوثة.. فإن الإسلام هو أول دين سماوي سبق التشريعات الحديثة وأرسى مبادئ المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها منذ أربعة عشر قرنا من الزمان.

والحديث عن المياه يعني في معظم الدول الأمن الغذائي، وهو ما يرادف الأمن القومي، ولقد تحولت المياه في ظل تزايد النمو السكاني ومعدلات الاستهلاك والندرة الملحوظة في مصادرها إلى محور من أهم محاور الصراع الدولي في الربع الأخير من القرن الماضي، وزاد الأمر حدة مع مطلع القرن الجديد حتى أن البعض تنبأ بنشوب حروب بين الدول بسبب المياه خلال القرن الحالي، خاصة في ظل صدور العديد من التقارير الدولية للبنك الدولي والمجلس العالمي للمياه والتي تحذر من "شح" المياه وندرتها، وتبنيها لسياسات جديدة لترشد استهلاك المياه، والمحافظة على مصادرها المختلفة من التلوث.

ولقد اهتمَّت معظم المنظمات الدولية بقضايا ندرة المياه واحتمالات تعرُّض العالم لأزمة مياه في المستقبل، ولذلك عقدت العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية تحت رعاية هذه المنظمات لتدارس هذه القضية، وحدّدت الأمم المتحدة يوم 22 مارس من كل عام يومًا عالميًّا للمياه لتلفت أنظار العالم إلى أهمية هذه المشكلة المتوقَّع حدوثها، وبدأت هذه المنظَّمات الدولية تُدخل قضايا المياه بطريقة جديدة في النظام العالمي، مما أدَّى في بعض الأحيان إن لم يكن في معظمها إلى زيادة حدة الصراع بين دول الشمال ودول الجنوب.

ولا غرابة في أن تمثل قضية المياه هذه الأهمية الكبيرة على المستوى الدولي، فالماء أساس كل حي، قال تعالى: { وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء: 30]، وقد نشأت الحياة منذ البداية وستبقى إلى يوم الساعة مرتبطة بالماء عصب الحياة، وأهم مكون من مكوناتها، وارتبط استقرار الإنسان على وجه الأرض وازدهار حضارته بالماء، وارتبطت الحضارات القديمة بمواقع مائية، عرف بعضها بالمسمى المائي مثل حضارة بين النهرين وحضارة وادى النيل، ودبت الحياة في مكة المكرمة بعد أن تفجر بئر زمزم استجابة لدعوة أبى الأنبياء إبراهيم - عليه السلام {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} [إبراهيم: 37].

الماء يعني الحياة:
وكلمة الماء - كما هو معروف - هي المرادف لكلمة الحياة، والماء يعنى الزراعة والغذاء والغذاء والشراب والطاقة، ويصل الأمر إلى أن حجم الأراضي الزراعية يتحدد في كثير من دول العالم ليس فقط بحجم الأراضي القابلة للزراعة ولكن بكميات المياه العذبة المتوفرة

وقد أثبت العلم استحالة الحياة على وجه الأرض دون الماء لارتباط الأنشطة البشرية المختلفة به، ولأنه المكون الهام في تركيب الخلية الحية، حيث يدخل في تكوين جميع خلايا الكائنات الحية بمختلف صورها وأشكالها وأحجامها وأنواعها، فالماء يكون نحو 90 % من أجسام الأحياء الدنيا، ونحو 60 - 70 % من أجسام الأحياء الراقية بما في ذلك الإنسان.
ونظرا لهذه الأهمية القصوى للماء جعله الله - سبحانه - حقا شائعا بين البشر جميعا، فحق الانتفاع بالماء مكفول للجميع دون إسراف ولا إفساد ولا احتقار ولا تعطيل، وهذا يعنى أن مصادر الماء لا يجوز لأحد أن يحتكرها أو يمنعها عن الآخرين، ولو أدركت الشعوب والحكومات هذه التعاليم الإسلامية لانتهت الصراعات التي تدور حول الماء وموارده المختلفة.
ولا شك ان تصرفات البشر من سوء استخدام المياه العذبة والإسراف فيها وتلويثها قد يكون سببا لندرة المياه، واهدار هذه النعمة الربانية، وحدوث الفقر المائي في بعض المناطق.. ولذلك فقد أصبحت مشكلة المياه تتصدر أولويات هموم سكان العالم خاصة وأن هناك أكثر من بليون من سكان العالم لا يعرفون الماء النقى.

وتعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق تأثرا بمشكلة المياه بسبب عدم وجود استراتيجية عامة كافية للمياه تتعامل مع هذا النقص الحاد، وحسب دراسة أعدها البنك الدولي لا يوجد في المنطقة العربية سوى 1% فقط من إجمالي المياه المتوفرة في العالم، والأخطر من ذلك - كما تشير الدراسة - أن الدول العربية تستهلك أكثر من 100% من مصادر مياهها المتجددة، ورغم ذلك فان هناك 60 مليون شخص من مواطني العالم العربي لا تتوافر لديهم مياه صحية.

ولا تقتصر مشكلة المياه في الوطن العربي على الندرة، وإنما تمتد إلى نوعية المياه التي تتدنى وتتحول إلى مياه غير صالحة للاستخدام لأسباب متعددة، وتسرى مشكلة المياه على كل المصادر المائية في الوطن العربي، فالأنهار العربية الكبرى مثل النيل والفرات تنبع من دول غير عربية وتجرى وتصب في بلدان عربية مما يجعل لدول المنبع ميزة استراتيجية في مواجهة البلدان العربية، كما يتطلب الاستغلال الأمثل للمياه الجوفية ومياه الأمطار استثمارات ضخمة لإقامة التجهيزات والمشروعات الأزمة لهذا الاستغلال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.toban.c.la
 
الماء النعمة المهدرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات العلوم والتكنولوجيا والثقافة-
انتقل الى: