كارثة بيئية قادمة .... الحرارة ترتفع·· والأرض تغرق!
هل ستتحول الأرض إلى محيط واسع لا يابسة فيه؟ سيحدث ذلك حسب توقعات العلماء، لكن الله سبحانه وتعالى وحده يعلم متى، فالخبراء يرون أن ارتفاع حرارة الأرض سوف يؤدي إلى إغراقها، وسوف يصبح كل ما عليها تحت الماء· معظم العلماء يجزمون بأن ارتفاع حرارة الأرض سوف يؤدي إلى كارثة بيئية وأرضية، فالشواطئ والسواحل وأجزاء كبيرة من القارات ودلتا الأنهار وسفوح الجبال سوف تغرق في يوم من الأيام، لكن المسألة تحتاج إلى وقت، فالظاهرة بطيئة وغير ملحوظة، فماذا يحدث على سطح كوكبنا؟
الحرارة ترتفع والجليد في القطبين ينصهر، ومستوى البحار يرتفع بمعدل بضعة ملليمترات كل عام، ويتوقع علماء المناخ ارتفاعا في مستوى المحيطات يصل إلى خمسين سنتيمترا، إن استمر الإيقاع على ما هو عليه·
> ناقوس الخطر
توجه جمعيات حماية البيئة الإنذار تلو الإنذار، وتدق ناقوس الخطر بشأن الآثار الكارثية المقبلة على السكان الأكثر فقرا في العالم نتيجة ارتفاع حرارة الأرض، وقد جاء في أحد تقاريرها أن ارتفاع حرارة الأرض بسبب الاستخدام الكثيف للطاقة من مصادر عضوية يقف وراء الفيضانات والجفاف والأعاصير العنيفة التي تهدد الحياة البشرية واقتصادات الدول·· وقدم هذا التقرير آر· كي· باشوري، رئيس المجموعة الحكومية حول التقلبات المناخية، وأعد التقرير مدير >المؤسسة من أجل اقتصاد جديد< في بريطانيا أندرو سيمز، لحساب منظمات حماية البيئة ومنها جمعية >أصدقاء الأرض<، ومنظمة >السلام الأخضر<، و>الصندوق العالمي للطبيعة<·
وأكد التقرير ضرورة وجود خطة شاملة لوضع حد للتقلبات المناخية تقوم على المساواة والتحقق من أن مشاريع التنمية التي يضعها الإنسان لا آثار سلبية لها على المناخ ولا تتأثر بالتقلبات المناخية· ولا شيء يثير الدهشة أكثر مما يحدث، إذ سوف تأتي الفيضانات على جزء من >لويزيانا< الأمريكية، والبندقية، والقاهرة، وجزر المالديف، كما ستختفي تحت المياه مدينة >دكا< عاصمة بنغلاديش، وسواحل روسيا، وأوكرانيا، وآلاسكا·
إن بوادر هذه الكارثة الرهيبة موجودة، فمنذ عدة سنوات يحاول سكان الجزر الصغيرة في جنوب المحيط الهادي بدون جدوى شد انتباه العالم إلى أراضيهم المهددة بالغرق· وكذلك يفعل سكان ولاية تافالو في المياه الإقليمية الأسترالية، حيث يخشى على أرخبيلهم من كارثة تضعه في أعماق المياه· ويفكر الكثير من السكان في مغادرة أراضيهم بسبب ارتفاع منسوب المياه، بخاصة في الولايات الصغيرة العائمة في المحيط الهادئ· أما سكان جزر المارشال، فقد لاحظوا أن أراضيهم تتقلص يوما بعد آخر، كما لو أنها تنكمش تحت تأثير الأعاصير والمد الذي يزداد بشكل لافت للأنظار!·
لكن من يشعر بالفعل مع تلك البلدان الصغيرة الملقاة في قلب المحيط؟ وماذا تشكل تلك البلدان مقارنة مع القارات الكبيرة التي تسيطر على اللعبة الاقتصادية في العالم؟·
> الكائنات الحية الأخرى·· تعاني
طبعا، لا يقتصر الأمر على الإنسان واليابسة، فقد كشفت دراسة دولية أن ارتفاع حرارة الأرض قد يتسبب في إبادة ربع أنواع الكائنات الحية من نبات وحيوان على سطح الأرض، إضافة إلى مليارات البشر بحلول عام 2050م، فيما سيمثل واحدا من أكبر نوبات الاندثار الجماعي منذ انقراض الديناصورات· وقال كريس توماس، أستاذ علوم حماية الأحياء بجامعة ليدز في إنجلترا، إن هذه الدراسة تقدر أن ما يتراوح بين 15 و37% من جميع المخلوقات يمكن أن يبلغ حد الفناء نتيجة للتغيرات المناخية بحلول عام 2050م مع تقدير متوسط يبلغ 24% منها، أي ما يربو عن مليون نوع·
وأوضح توماس في الدراسة - التي نشرت في مجلة >نيتشر< العلمية - أن الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات والمصانع يمكن أن ترفع الحرارة إلى مستويات لم تشهدها الأرض في فترة تتراوح بين مليون و30 مليون سنة مما يشكل تهديدا للعديد من المحميات، داعيا إلى الاستعانة بتكنولوجيا جديدة ونظيفة لتوليد الطاقة·
وشمل المسح الذي يعد الأكبر من نوعه ستة أقاليم تشكل 20% من اليابسة، وتناول بالدراسة العلاقة بين ظاهرة الاحتباس الحراري و1103 أنواع من النباتات والثدييات والطيور والزواحف والضفادع والحشرات في جنوب أفريقيا، والبرازيل، وأوروبا، وأستراليا، والمكسيك، وكوستاريكا، واستقرأ النتائج المتوقعة حتى عام 2050م·
وقالت الأمم المتحدة إن التقرير الذي يبرز المخاطر التي تحيق بالمخلوقات، من فراشات أستراليا، إلى صقور إسبانيا، يظهر حاجة العالم إلى تأييد اتفاقية >كيوتو< الرامية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التلوث الذي يسببه البشر· ومن الأنواع المعرضة للخطر أصناف من الأشجار في الأمازون، وصقر إسبانيا الإمبراطوري، وعظاءة الغابة في أستراليا· والطيور من أمثال طائر القرزبيل الأسكتلندي يمكن أن تنجو فقط إذا استطاعت الطيران إلى آيسلندا!·
وتتوقع دراسات أجرتها الأمم المتحدة أن ترتفع درجات حرارة الأرض بمقدار يتراوح بين 1.4 إلى 5.8 درجات مئوية بحلول عام 2100م بسبب الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استخدامات البشر في الأساس· ويمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة إلى ظواهر مناخية عنيفة مثل الفيضانات وموجات الحر الشديد والأعاصير·
وقال كلاوس توبفر، مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن التقرير يشير إلى أن الاندثارات ستضر المليارات من البشر خاصة في دول العالم الثالث حيث يعتمد الإنسان على الطبيعة في الحصول على الغذاء والمأوى والدواء· وأضاف أن هذا التقرير يؤكد للعالم من جديد أهمية وضع اتفاقية >كيوتو< موضع التنفيذ· واتفاقية >كيوتو< التي تهدف إلى تقييد انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون تحتاج لتوقيع الدول المسؤولة عن 55% من هذه الانبعاثات لكي تصبح نافذة·
وقد وقعت حتى الآن دول يبلغ مجموع نصيبها من الانبعاثات 44% ولا يمكن بلوغ نسبة 55% دون توقيع روسيا المسؤولة وحدها عن17% من هذه الغازات، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة المسؤولة عن 36% منها عام 2001م بحجة أنها مكلفة للغاية وأنها استثنت عن غير حق الدول الفقيرة، بينما تقول موسكو إنها مترددة·
> هل يعود العصر الجليدي؟
من جهة أخرى، حذر باحثون من أن التاريخ قد يعيد نفسه ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى طقس شديد البرودة في شمال المحيط الأطلسي· ونشر العلماء في >دورية الأبحاث الجيوفيزيقية< دليلا يؤيد نظرية شائعة بأن ارتفاع درجات حرارة الأرض أدى إلى ذوبان كبير بالجليد القطبي قبل 8200 عام وتدفق المياه العذبة إلى شمال المحيط الأطلسي ذي المياه المالحة·
ويقول الباحثون إن تغيرا حدث بسبب ذلك في تدفق تيار للمياه الدافئة وفي غضون أعوام قليلة انخفضت معدلات درجات الحرارة واستمرت الأحوال الجوية المتجمدة لمدة مائة عام أو أكثر· وقال توربيورن تورنكفست، الأستاذ المساعد لعلوم الأرض والبيئة في جامعة إلينوي بشيكاغو، إن لديه دليلا على أن هذا حدث· وأضاف في بيان: >لن يجادل الكثير من الناس على أن هذا هو أكبر تغير درامي في المناخ خلال العشرة آلاف عام الماضية<·
العالم دوغ راندال، من >مركز أبحاث كاليفورنيا< وضع تقريرا مفصلا لكارثة أرضية سوف تتعرض لها الأرض بسبب ارتفاع درجات الحرارة· وبناء على التقرير، سوف تغرق مدن أوروبية كبرى تحت المياه في غضون اثنين وعشرين عاما، وعلى رأسها المدن الهولندية التي يتوقع أن تهب عليها عواصف قوية في عام 2007م يمكن أن تقضي على الحدائق والمواقع الأثرية، ويمكن أن تجعل بعض الأماكن غير صالحة للسكن·
وأخطر من ذلك، يتوقع العلماء أن تضع التغيرات المناخية التي تتعرض لها الأرض، العالم في حالة فوضى وأقرب إلى اندلاع حرب نووية بسبب نقص الغذاء ومياه الشرب ومصادر الطاقة· وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي بوش، ما زالت غير مصدقة وقوع تلك الكارثة، لكن السلطات الأمريكية، على سبيل الاحتياط، بدأت تضع أجهزة إنذار داخل الأراضي في المنطقة الشمالية من كاليفورنيا·
> نقاط حرجة
قد تبدو هذه التصورات مثل سيناريو فيلم أمريكي عن الكوارث الطبيعية، لكن كثيرا من العلماء يقولون إنها مخاطر حقيقية >لنقاط حرجة< من تغييرات كارثية مفاجئة بسبب أنشطة بشرية يلقى عليها باللوم في ارتفاع درجة حرارة الأرض· وقال ستيفان راهمستورف، الأستاذ في معهد بوتسدام لأبحاث تأثيرات المناخ والخبير في تيارات المحيطات: >حتى المخاطر الصغيرة في المناخ يجب أن تؤخذ في الاعتبار بالضبط كما نحاول أن نتجنب الحوادث في مفاعلات الطاقة النووية<· وتحدث عن خطر انتهاء تيار الخليج الدافئ في شمال المحيط الأطلسي بسيناريو >نقطة حرجة< محتمل، وأضاف: >لا أعتقد أن في هذا إثارة للذعر· نحن لا نفهم النظام حقا<·
ويمكن أن يسبب ذوبان الجليد في >غرينلاند< موجات مفاجئة من المياه الباردة إلى شمال الأطلسي، مما يعرقل التيار العملاق الذي يجذب المياه الدافئة إلى الشمال لتكوين تيار الخليج· وقد يقضي ذلك على التيار الدافئ ويجعل أيضا أجزاء من أوروبا وأمريكا الشمالية أكثر برودة بصورة شديدة بالرغم من ارتفاع الحرارة بصورة عامة!·
وبالرغم من أن الكثير من نشطاء حماية البيئة يقولون إن مخاطر >النقاط الحرجة< يجعل من الأكثر إلحاحا الحد من التغيرات المناخية المتوقع على نطاق واسع أن تسبب المزيد من العواصف والفيضانات وقد تؤدي إلى انقراض أنواع من الحيوانات والنباتات، فهناك من يختلفون مع هذا الرأي!· يقول فريد سينجر، رئيس مشروع السياسة البيئية والعلمية الأمريكية: >نشطاء البيئة يتحدثون عن (نقاط حرجة) لأنهم محبطون<· ويعتقد أن البشر يمكنهم التكيف مع أي زيادة في درجات الحرارة تسببها غازات الاحتباس الحراري، ومع ذلك تظهر سجلات المناخ القديمة، التي عثر عليها بين طبقات الجليد ورواسب المحيطات، أنه كانت هناك تحولات هائلة في الماضي· ويقول راهمستورف في إشارة إلى هشاشة المناخ: >تغيرات المناخ في الماضي تدق نواقيس الخطر<· فخلال العصر الجليدي الأخير قفزت درجات الحرارة في منطقة شمال الأطلسي 12 درجة مئوية خلال عشر سنوات فقط ربما بسبب التحولات في تيارات المحيط المرتبطة بتحولات صغيرة في الشمس·
وأظهرت دراسة شارك فيها راهمستورف ونشرت في مجلة >نيتشر<، أن مثل هذه التغيرات الشديدة توقفت منذ نهاية العصر الجليدي منذ نحو عشرة آلاف سنة ربما لأن تيارات المحيط أصبحت اكثر استقرارا بعد العصر الجليدي· وهناك أمثلة أكثر وضوحا على >النقاط الحرجة< في الطبيعة مثل انهيار مخزونات أسماك القد، قبالة سواحل كندا في أوائل التسعينيات بسبب الصيد الزائد، وفي القرن السابع عشر أدى صيد طيور الدودو التي لا يمكنها الطيران في موريشيوس إلى انقراض الطائر، إلا أن المخاوف من >النقاط الحرجة< تتركز اليوم في القطب الشمالي·
ويقول الخبراء إن طبقة الجليد في >غرينلاند< التي يبلغ سمكها 3000 متر والتي تذوب بمعدل أعلى في فصول الصيف في السنوات الأخيرة قد تكون عرضة لذوبان سريع· وإذا ما ذاب جليد >غرينلاند< بالكامل خلال القرون القليلة المقبلة سترتفع مستويات مياه البحار بنحو سبعة أمتار· ومن المحتمل أن تكون الطبقة الجليدية الأكبر في القارة القطبية الجنوبية أكثر مرونة بسبب ضخامة القارة العملاقة·
وقال بال بريسترود، رئيس مركز الأبحاث الدولية للبيئة والمناخ في أوسلو: >ذوبان القطب الشمالي قد يحدث بصورة مفاجئة للغاية، إنه من الأشياء المجهولة التي يستحيل معالجتها<، ويستحيل تقريبا تقييم >النقاط الحرجة<·
يقول راهمستورف أنه أجرى مسحا لاستطلاع أراء 12 خبيرا حول فرص انهيار تيار الخليج، قال أربعة منهم إن المخاطر تزيد عن 50 بالمائة إذا ما ارتفعت درجات الحرارة بخمس درجات مئوية بحلول 2100م، وأضاف عن المسح الذي لم ينشر بعد >هذا غير متوقع بالنسبة لي· أظن أن المخاطر أقل
منقول للاستفادة اختكم ايمي