في كتاب "المدرسة الشاذلية الحديثة و امامها أبو الحسن الشاذلي" كتب العارف بالله تعالى حضرة صاحب الفضيلة الدكتور عبد الحليم محمود رضي الله عنه صفحتين عن صلة الولي التقي العارف بالله تعالى الشيخ عبد الفتاح القاضي بـ (كنوز الاسرار) للشيخ الهاروشي و زيادة في التعريف بفضل هذه الكنوز ننقل ما كتبه فضيلته في كتابه المذكور قال رضي الله عنه :
( وذات يوم خضر الى منزله (أي الشيخ عبد الفتاح القاضي) أحد شيوخ القرية من العلماء المسنين و بعد حديثهماعن الصالحين و مناقبهم قدم هذا العالم للشيخ مخطوطاً جمع صيغاً متعددة الفضل مضاعفة الثواب و الاجر في الصلاة على المصطفى صلى الله عليه و سلم و قال له : خذ هذه و انقلها و اجعلها وردك فإنها عظيمة النفع و البركة
فقال له فضيلة الشيخ : عمن نقلتها ؟
فقال : نقلتها عن الشيخ الأشموني رضي الله عنه عالم الأزهر المشهور و أوصاني بقراءتها لأنها ذات سر عجيب في الفتح و مقربة من حضرة الرسول صلى الله عليه و سلم
فعلم الشيخ ان هذه منة من الله تعالى مساقة اليه على يد هذا العالم و فعلا نسخها في أيام قليلة كما كانت عادته المسارعة و التعجيل في أمور الدين و الآخرة و جعلها الشيخ ورده فكانت مفتاح كل خير له و كان يقول عنها :
لم أجد في طريق الله أسرع سبيلاً الى الفتح و أقرب طريقاً الى حضرة الرسول صلى الله عليه و سلم و أجلب لرضا المولى سبحانه و تعالى من هذه الصلوات إنها سبب في تذليل صعوبات الحياة كتفريج الكروب و إدرار الرزق و قضاء الحوائج
وكان كلما حزب الشيخ أمر فزع الى الصلاة و الى قراءة هذه النسخة
أما فزعة الى الصلاة فاقتداء بحضرة الرسول صلى الله عليه و سلم إذ كان يفزع الى الصلاة كلما حزبه أمر
وأما فزعه الى قراءة هذه النسخة فما جربه كثيرا أنه ما أهمه أمر و أحاط به مكروه و قرأ هذ النسخة إلا وجد بعدها الفرج و التيسير لذا كان حرص الشيخ عليها شديدا جدا ووصيته لاولاده بالمحافظة عليها و تلاوتها أشد لما لمسه فيها من النور و البركة و رضا النبي صلى الله عليه و سلم و لما يعلمه من ان الصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم مفتاح مغاليق الامور و سبيل السعادة في الدارين و كانت هذه الصلوات ديدنه و شعاره و كان يقرأها في اليوم مرات و اذا سئل عن ذلك يقول: إنما أقرأ لي مرة و أجبر تقصير أولادي بالمرات الاخرى
و لشغفه الشديد بها سمع عنه مراراُ تلاوته لها مرتبة بصوت مسموع أثناء نومه يسمعه من حوله و عندما كان يستيقظ يكمل تلاوتها حيث وقف و كان هذا قبيل انتقاله بقليل
وحسبك دليلا على عظم فضلها و كبير نفعها و خيرها ان الرسول صلى الله عليه و سلم و قال للشيخ مناما : إني أحبها ... إني احبها
لذا لم يتركها الشيخ أبداً لا في سفر و لا في حضر و لا في صحة و لا في مرض حتى اليوم الذي لقى الله تعالى فيه قرأها كعادته
و لتعلق الشيخ بها وولعة بحبها رؤي كثيرا في المنام ممسكا بها تاليا لها حاثا عليها مبينا فضلها حتى قال لبعض من رآه كذلك مناما : إنها أهم ورد في الطريق ... بل هي الطريق كله
و هذه الصلوات هي للشيخ عبد الله بن محمد الهاروشي المغربي الفاسي منشأ و دارا ثم تونسي رحلة و مزارا و هو مدفون في تونس